انها لوحة فنية جميلة .. مرسومة بريشة فنان مبدع وحساس ..تعجبك وتبهرك عندما تراها ..قد لا تفهم معناها ولكن فى النهاية تقف تقديرا واحتراما للفنان الذى صنعها بريشتة الحساسة
هذة اللوحة الجميلة هى فيلم جنينة الاسماك ..وهذا الفنان الحساس هو الفنان المبدع يسرى نصراللة
جنينة الاسماك هو خير معبر عن سينما يسرى نصراللة التى لا تجد لها مكانا بين سينما كوميدية حصرت نفسها فى مفهوم لا معنى لة يدعى السينما النظيفة ..وسينما اخرى هابطة لا اعرف مسماها سينما اركب الحنطور واتحنطر ..بين هذة وتلك تبقى سينما الامل التى نراها على فترات متباعدة .. سينما مختلفة مستقلة تبحث وتنقب .. تتعمق فى النفس البشرية .
جنينة الاسماك اراد بة يسرى نصراللة ان يقتل الخوف الذى ينمو داخلنا .. ان يحطم الاحواض الزجاجية التى نعيش داخلها ..ان يحيى ذاكرتنا التى اصبحت معدومة كذاكرة الاسماك.
يصور لنا الفيلم قصة ليلى (هند صبرى) المذيعة التى تقدم البرنامج الليلى اسرار الليل تستمع الى اسرار المستمعين ..تخفى وجهها تحت هالة من المكياج الصارخ الذى يخفى معالم وجهها تعيش حياتها الليلية بلا قيود ..ويوسف(عمرو واكد) طبيب التخدير الذى لا يختلف كثيرا عن ليلى حيث يجد غايتة فى الاستماع الى اسرار المرضى وهم تحت تأثير البنج يعتنى بوالدة المصاب بالسرطان ويتحمل معاملتة السيئة .. وفى نهاية يومة يفقد القدرة على النوم فى منزلة فينام خلف زجاج سيارتة ..يلتقى الاثنان ليحطم كلا منهم الخوف الذى داخل الاخر ..تمسح ليلى المكياج الصارخ الذى يخفى وجهها وتتخلص من مروض الاسود الذى يحيا داخلها ..ويحطم يوسف الاحواض الزجاجية التى ارتضى ان
يعيش داخلها
فيلم رائع يدعو للتأمل والتفكير ..يبهرك من جميع النواحى بداية من الاداء الرائع للمثلين
وخاصة هند صبرى التى تثبت دائما انها ممثلة كاملة تتربع على القمة ..مرورا بكاميرا سمير بهزان التى تشعرك فى بعض الاحيان انها ترتعش كرعشة الاسماك فى احواضها الزجاجية ..نهاية بالرؤية الرائعة والبديعة ليسرى نصراللة ومعة الكاتب ناصر عبد الرحمن
الفيلم لاتكفى مرة واحد لمشاهدتة حتى نستطيع الغوص فى كل اعماقة
شكرا يسرى نصر اللة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق