الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

The Death of Stalin (2017)


                             The Death of Stalin (2017)




جوزيف ستالين من اكثر الشخصيات التى اثارت جدلا فى تاريخ الاتحاد السوفيتى بطريقة يصعب على الشخص العادى فهمها .. فهو الديكتاتور الذى بكت الجماهير حزنا على وفاته فهو الزعيم الذى نجح فى تحويل بلادة من بلد زراعى متخلف الى امه صناعيه تناطح كبار الدول الصناعيه وفى المقابل قام بحمله من الاعتقالات والاغتيالات بطريقه عشوائيه لرفقائه من اعضاء الحزب الشيوعى ومن افراد الشعب السوفيتى .. فما بالك لو تم تقديم فيلم عن موت ستالين ولكن بشكل كوميدى ساخر وهزلى



هذا ما قدمه المخرج الاسكتلندى أرماندو ايانوتشى فى فيلمه الساخر موت ستالين  The Death Of Stalin الذى قدم الواقع الذى عاشه الاتحاد السوفيتى فى أوائل الخمسينات بشكل كوميدى ساخر يصل الى حد الهزل ..

يبدأ الفيلم بعرض الأيام الاخيرة فى حياة ستالين و ولائم العشاء التى كان يعدها لوزرائه وكيف كان يمزح معهم بشكل ساخر وكيف تسبب ابنه فى مقتل الفريق السوفيتى للهوكى كاملا وقيامه بتكوين منتخب جديد دون علم أحد وهى وقائع حدثت بالفعل ولكن تناولها المخرج بشكل كوميدى حتى سقوط ستالين ووفاته لم يجرأ أحد من حراسه على الدخول عليه حتى اليوم التالى

تتمحور أحداث الفيلم بعد وفاة ستالين حول ثلاثة أشخاص رئيسيين من رجاله ووزرائه وهم خوروشوف وزير زراعته الذى يؤدى دوره  Steve Buscemi   وشخصية بيريا وزير الشرطه السريه الذى يؤدى دوره Simon Russell Beale  وشخصية مالينكوف الوزير الضعيف والمتردد الذى يتولى الحكم مؤقتا بعد وفاة ستالين ويتحول الى النقيض تماما الى شخصيه سلطويه مسيطرة بعد توليه الحكم .. اضافه اليهم لاننسى شخصية وزير الدفاع جوكوف صاحب النزعة العنيفه والمسيطره ..



شهد الفيلم منافسة قوية جدا على مستوى الاداء التمثيلى وتحديدا بين ستيف بوشيمى الذى قدم أفضل أدوارة السينمائية على الاطلاق وأثبت أنه أهدر الكثير والكثير من موهبتة وحضورة الطاغى فيما لا يستحق من أعمال أقل من تلك الموهبة الكبيرة .. وبين سيمون راسل بيلى الذى قدم دورا صعبا ومتميزا جدا لشخصية الوزير القوى الذى تخصص فى اعتقالات وسلطوية ستالين والذى كان أول المتأمرين بعد وفاته للحصول على السلطه الى ان تم اعدامة فى مشهد سودوى مأسوى

المخرج ايانوتتشى وهو الذى تخصص فى الكوميديا السياسيه وبشكل محدد فى المسلسل التليفزيوني Veep  بذل مجهودا كبيرا للحفاظ على الجانب والاحداث الواقعيه فى الفيلم مع جعلها فى شكل كوميدى سودوى وصل فى بعض الأحيان الى حد السخريه والهزل العنيف وكانت نهاية الفيلم تأكيدا مرة أخرى لواقعية الأحداث عن طريق السرد التاريخى لما حدث من تولى خوروشوف للسلطه حتى الاطاحه به فى ستينات القرن الماضى

فيلم جيد يدعو الى الضحك فى الكثير من اوقاته مع الابقاء على الواقعيه التاريخيه والحفاظ على السياق الدرامى المتماسك للأحداث .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق