الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

The Killing of a Sacred Deer (2017)


                          The Killing of a Sacred Deer (2017)




اسطورة مقتل الغزال المقدس هي اسطورة اغريقيه قديمة استمد منها المخرج اليونانى Yorgos Lanthimos تيمة فيلمه The Killing of a Sacred Deer الذي قام بكتابته ايضا مشاركة مع اليوناني  Efthymis Filippou الذي تستوحي احداثه من تلك الاسطورة الاغريقيه الخالده التي تحكي عن الملك اجامنون الذي قام بقتل غزال مقدس فأضطر الي تقديم حياة ابنته ايفيجيانا كاضحيه للالهه تعويضا عن الغزال المقدس   وحتي تتمكن الجيوش اليونانيه من استمرار زحفها نحو طرواده قبل الميلاد بأكثر من خمسمائة عام

يبدأ الفيلم بلقطه قريبه جدا لقلب بشري ينبض اثناء اجراء عمليه جراحيه لقلب مفتوح يقوم باجرائها الطبيب ستيفن ميرفي ويقوم بأداء دوره الممثل Colin Farrell الذي يقوم بأداء العمليه الخطيره وكأنه عازف موسيقي متمرس يقوم بعزف مقطوعته بكل سلاسه واتقان وينتهي منها .. يقوم بالتخلص من القفازات الملوثه بالدم ينتقل لانثيموس الي المشهد التالي في اروقة المستشفي الفخمه جدا يسير ويتحدث مع زميله طبيب التخدير عن الساعات الثمينه وماركاتها .. ننتقل في مشهد اخر لمنزل ميرفي الفخم لنتعرف علي اسرته انا طبيبة العيون Nicole Kidman  وابنيهما المراهقه كيم والطفل بوب يتحدثون حوار خفيف وشيق .. انا تريد تطوير عيادتها والابناء عن احلامهم المستقبليه كل هذا يحدث ببساطه وبشكل جميل وبصورة جذابه قدمها المخرج من خلال الديكورات المريحه والاضاءه الجذابه كتمهيد للانتقال للمرحله التاليه في الفيلم وهي مرحلة الكابوس الذي يعيشه بطل الفيلم ميرفي وعائلته .. 



من منا لم يحدث ان عاش كابوسا مفزعا اثناء نومه وتمني في كل لحظه ان يستيقظ من نومه ليكون الاستيقاظ بمثابة طوق النجاة للخلاص من هذا الكابوس بالتأكيد كلنا عشنا هذه اللحظات الصعبه التي تنتهي بالاستيقاظ .. يبدأ كابوس البطل بظهور الفتي المراهق مارتن ويقوم بدوره Barry Keoghan في حياته .. ظهرت لنا العلاقة في البدايه بشكل غامض ولكن في المقابل بشكل جميل متبادل بينهما الي ان بدأت تظهر الملامح والتفاصيل لهذه العلاقه بأن مارتن هو ابن احد المرضي الخاصين بالطبيب ميرفي والذي توفي خلال اجراء عملية القلب المفتوح وربما ذلك يفسر التودد له ربما للتكفير عن ان يكون سببا في وفاة والده .. تنتقل بنا التخمينات عن سبب وفاة الاب هل هو حقا نتيجة اهمال او تقصير هل من ميرفي هل من اخصائي التخدير لنصل في النهايه ان الطبيب ميرفي كان تحت تأثير الكحول لاحتسائه كأسين من الكحول قبل الجراحة فربما يكون ذلك سببا لشعوره بالمسئوليه تجا الصبي وأمه كنوع من وخز الضمير

يقتحم مارتن حياة ميرفي واسرته بشكل سريع ويجبر ميرفي علي اقتحام حياته هو وأمه ويحاول اقحامه في علاقه مع أمه الذي يعتذر لها بشكل مهذب بحجة انه متزوج وله اسره امعانا في اظهار هذا الجانب الايجابي والمثالي في حياة ستيف ميرفي الذي لا يعكر جماله ونقاؤه سوي خطأ واحد ارتكبه هذا الخطأ تسبب في وفاة انسان ربما لم يكن هو السبب ولكنه في النهايه تحمل عواقبه كامله

تصل ذروة العقده في احداث الفيلم حينما يعلن مارتن عن خفاياه لميرفي وانه تسبب باهماله في وفاة والده وهذا لن يغفره الا قيام ميرفي بقتل احد افراد اسرته تعويضا عن مقتل الاب ولكن ماذا سيحدث لو رفض سيصاب كل افراد اسرته بالتتابع بحاله مرضيه لا فيزيائيه تبدأ بشلل كامل وعدم قدره علي الحركه ثم عدم الرغبه تماما في تناول الطعام ثم نصل الي المرحلة الثالثه التي تسبق الوفاه وهي نزيف العينين

في هذي اللحظه يبدأ الكابوس والنفق المظلم الذي يخطوه ميرفي ومعه عائلته الصغيره المسالمه يقتحم مارتن حياة المرهقه كيم ليسلب عواطفها كأنه ساحر او معه عصا سحريه لتنصاع له تماما ثم يبدأ في اوليالخطوات التي تعهد بها لتدمير حياة العائله حيث يصاب بوب الطفل بشلل وعدم القدرة كليا علي الحركه ويتم نقله للمستشفي ويقر الأطباء بعدم وجود اي حالة مرضيه فيزيائيه تسبب ذلك يتبع الابنه كيم تصاب بشلل تام ثم يصابان بعدم الرغبه في الطعام كتسلسل للحاله كما وصفها مارتن لميرفي الذي يعجز علمه وطبه وهو الذي اعاد الحياه في بداية الأحداث لقلب ميت بالفعل في تفسير الحاله التي وصل اليها ابناه .. واستمرارا للغموض يقوم مارتن بالاتصال بكيم الراقده والعاجزة تماما عن الحركه تخبره أنها تريد رؤيته يقول لها لو نهضتي ستراني من النافذه ويؤكد لها انها ستستطيع وبالفعل وكأنه يملك عصا سحريه او يد الهيه جعلها تشفي حتي تصل لتراه ثم تسقط مره اخري بمعني انها سيطره رمزيه او قدرات شيطانيه خيوطها بيد الفتي



في النهايه بعد ان يقوم الطبيب بخطف مارتن ومحاولة اثناءه عن مخططه ويفشل في ذلك يدخل الابن في المرحله الاخيره مرحلة ما قبل الموت وهي ان ينزف من عيناه ليكتشف ميرفي انه لا مناص من تنفيذ القصاص كما يراه مارتن والا سيفقد افراد اسرته تباعا واحدا تلو الاخر وتظهر هنا الغريزه البشريه بأن تحاول الابنه كيم الاقناع بأنها أهم لوالديها من اخيها حتي الام أنا توصل لزوجها وان كان بطريق غير مباشر ان الايام قادمه وكفيله بتعويض الابناء باخرين ويصل القرار في النهايه لاختيار الضحيه بطريقة الروليت وبالفعل يقتل الابن علي يد أبيه ليكون قربانا لفشل ميرفي في انقاذ والد مارتن في مشهد قاسي جدا يسقط الطفل برصاصة الاب العشوائيه التي قتلت الابن

لنصل لمشهد النهايه في الفيلم بلقاء مصادفه بين مارتن من جهه وعائلة ميرفي من جهه أخري وهي منقوصه من الابن بوب مشهد رائع ومعبرعن الحاله النفسيه للجميع من نظرات الاعين واستمرار الجميع في هذه العلاقه مع  موسيقي تصويريه رائعه للفنلندي Janne Rättyä  تعطي مزيد من عناصر الابداع والتميز في الفيلم .

 


بالنسبه للأداء التمثيلي نري نري Colin Farrell يصل الي قمة اداءه وتميزه ومن الواضح ان هناك علاقه فنيه وكيميائيه مميزه من خلال تعاونه مع المخرج  Yorgos Lanthimos تجلي في فيلمي The Lobster  وفيلمنا The Killing of a Sacred Deer حيث ظهر التطور الملحوظ في اداءه واستطاع ان يستخدم جميع ادواته بشكل رائع لأداء دور صعب خاصة من حيث التباين في شخصيته

 


Nicole Kidman متألقة كالعاده اداء بسيط ومقنع للأم التي لا تتردد في فعل أي شئ وأي تنازل لكي تنقذ أبنائها من الموت .. أما المفاجأه فكانت في أداء Barry Keoghan لشخصية مارتن الصعبه بما تحمله من سيكلوجيه غامضه تتطلب صعوبه في اداء انفعالاتها وقد نجح في أدائها بامتياز


التصوير برثيموس بكاتاكيس الزوايا والاضاءه اكثر من رائعه في عكس الحاله النفسيه لأبطال الفيلم كذلك اضافة الاجواء المرعبه والكابوسيه الغامضه .. موسيقي الفيلم جان راتييه اكثر من رائعه لايصال حالة الاثاره والتشويق المغلف بالرعب علي مجريات الاحداث فكانت هي والكاميرا والاضاءه اهم الادوات التي ساعدت لانثيموس في تقديم هذا الشريط المتكامل فنيا



في النهايه المخرج Yorgos Lanthimos في ثاني تجاربه الهوليوديه مع نجوم السينما الأمريكيه بعد فيلمه السابق السلطعون نجح في وضع بصمه مميزه وتحقيق المعادله الصعبه في تقديم فيلم شيق وناجح جماهيريا وفي ذات الوقت ذو قيمه فنيه عاليه 

الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

The Death of Stalin (2017)


                             The Death of Stalin (2017)




جوزيف ستالين من اكثر الشخصيات التى اثارت جدلا فى تاريخ الاتحاد السوفيتى بطريقة يصعب على الشخص العادى فهمها .. فهو الديكتاتور الذى بكت الجماهير حزنا على وفاته فهو الزعيم الذى نجح فى تحويل بلادة من بلد زراعى متخلف الى امه صناعيه تناطح كبار الدول الصناعيه وفى المقابل قام بحمله من الاعتقالات والاغتيالات بطريقه عشوائيه لرفقائه من اعضاء الحزب الشيوعى ومن افراد الشعب السوفيتى .. فما بالك لو تم تقديم فيلم عن موت ستالين ولكن بشكل كوميدى ساخر وهزلى



هذا ما قدمه المخرج الاسكتلندى أرماندو ايانوتشى فى فيلمه الساخر موت ستالين  The Death Of Stalin الذى قدم الواقع الذى عاشه الاتحاد السوفيتى فى أوائل الخمسينات بشكل كوميدى ساخر يصل الى حد الهزل ..

يبدأ الفيلم بعرض الأيام الاخيرة فى حياة ستالين و ولائم العشاء التى كان يعدها لوزرائه وكيف كان يمزح معهم بشكل ساخر وكيف تسبب ابنه فى مقتل الفريق السوفيتى للهوكى كاملا وقيامه بتكوين منتخب جديد دون علم أحد وهى وقائع حدثت بالفعل ولكن تناولها المخرج بشكل كوميدى حتى سقوط ستالين ووفاته لم يجرأ أحد من حراسه على الدخول عليه حتى اليوم التالى

تتمحور أحداث الفيلم بعد وفاة ستالين حول ثلاثة أشخاص رئيسيين من رجاله ووزرائه وهم خوروشوف وزير زراعته الذى يؤدى دوره  Steve Buscemi   وشخصية بيريا وزير الشرطه السريه الذى يؤدى دوره Simon Russell Beale  وشخصية مالينكوف الوزير الضعيف والمتردد الذى يتولى الحكم مؤقتا بعد وفاة ستالين ويتحول الى النقيض تماما الى شخصيه سلطويه مسيطرة بعد توليه الحكم .. اضافه اليهم لاننسى شخصية وزير الدفاع جوكوف صاحب النزعة العنيفه والمسيطره ..



شهد الفيلم منافسة قوية جدا على مستوى الاداء التمثيلى وتحديدا بين ستيف بوشيمى الذى قدم أفضل أدوارة السينمائية على الاطلاق وأثبت أنه أهدر الكثير والكثير من موهبتة وحضورة الطاغى فيما لا يستحق من أعمال أقل من تلك الموهبة الكبيرة .. وبين سيمون راسل بيلى الذى قدم دورا صعبا ومتميزا جدا لشخصية الوزير القوى الذى تخصص فى اعتقالات وسلطوية ستالين والذى كان أول المتأمرين بعد وفاته للحصول على السلطه الى ان تم اعدامة فى مشهد سودوى مأسوى

المخرج ايانوتتشى وهو الذى تخصص فى الكوميديا السياسيه وبشكل محدد فى المسلسل التليفزيوني Veep  بذل مجهودا كبيرا للحفاظ على الجانب والاحداث الواقعيه فى الفيلم مع جعلها فى شكل كوميدى سودوى وصل فى بعض الأحيان الى حد السخريه والهزل العنيف وكانت نهاية الفيلم تأكيدا مرة أخرى لواقعية الأحداث عن طريق السرد التاريخى لما حدث من تولى خوروشوف للسلطه حتى الاطاحه به فى ستينات القرن الماضى

فيلم جيد يدعو الى الضحك فى الكثير من اوقاته مع الابقاء على الواقعيه التاريخيه والحفاظ على السياق الدرامى المتماسك للأحداث .

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

Dogman (2018)

(Dogman (2018




Dogman  أو رجل الكلب فيلم للمخرج الايطالى Matteo Garrone والذى يعتبر الفيلم الروائى التاسع فى مسيرته الفنيه التى كان اشهرها فيلمىGomorrah  الذى قام باخراجه فى العام 2008 وفيلم Tale of tales  الذى أخرجه فى العام 2015 من بطولة النجمه Salma Hayek  كما قدم فيلمين وثائقيين و أربعة أفلام قصيرة  ونستطيع القول أن جارونى يعتبر امتداد لمدرسة الواقعيه الايطاليه التى ظهرت فى بداية الاربعينات من القرن الماضى .


يقدم جارونى من خلال فيلمه رجل الكلب الصراع الأزلى والمستمر بين القوه والضعف وهل يؤدى الضعف الى القهر ومدى تأثيره على الانسانيه والكرامة من خلال قصة الصراع بين مارسيللو الشخص الطيب الوديع الذى قد تنم ملامحه عن بعض السذاجه التى تصل الى البلاهة فى بعض الأحيان ويؤدى دوره Marcello Fonte  وبين الملاكم السابق صاحب الجسم القوى والملامح الحاده والقاسيه المجرم الذى خرج من السجن لتوه سيمونى هذا الصراع الذى يختصر الصراع بين القوه والضعف وبين الظلم والقهر وأيضا بين الذكاء والغباء .



يبدأ الفيلم بمشهد فى غاية الأهميه لكلب شرس حاد الملامح يشبه كثيرا فى ملامحه سيميونى يقوم مارسيللو بمحاولة تهدأته وترويضه والكلب فى حالة هيجان ونباح مستمر تمنع مارسيللو من مجرد الاقتراب منه .. ثم بعد لحظات ينتهى هذا المشهد وقد تمكن مارسيللو من السيطره تماما على الكلب الشرس ويقوم بغسله وتنظيفه وتقليم أظافره والكلب تحول الى حاله من الاستسلام والوداعه والألفه لجليسه .. هذا المشهد الافتتاحى يختصر تماما وجهة نظر وفكرة جارونى التى يود ايصالها من فيلمه .



العلاقه بين مارسيللو وسيميونى علاقه غير واضحة الملامح هل هى حقا صداقه غير متكافئه أم هى علاقة يسيطر عليها الخوف أم ان مارسيللو يحاول ان يستكمل ما ينقص شخصيته من خلال قوة وجبروت سيميونى وهو ما أدى الى الاعجاب به وبمارساته التى تتسم بالبلطجه لدرجة انه يكون شريكه ومساعده فى جرائم الاتجار بالمخدرات التى يقوم بها

عامة تستمر العلاقه بين الاثنين بنفس المنطق والشكل الى  أن يقرر سيميونى القيام بسرقة متجر تاجر الذهب جار مارسيللو عن طريق الدخول من متجر مارسيللو .. يرفض مارسيللو سرقة متجر جاره وصديقه ورغم ذلك ينفذ سيميونى الجريمه التى يتهم بها مارسيللو لأنها تمت عن طريق الاقتحام من ناحية متجره الذى تم الدخول اليه بطريقه شرعيه وبالتالى لصقت التهمه بمارسيللو ومع محاولات المحقق ان يحصل على اعتراف يدين سيميونى يرفض تماما مارسيللو رغم ظهور علامات التردد على وجهه ولكن يقبل بالمعاقبه على جريمة سيميونى ويقضى عام بالسجن تنتهى معها أحداث الجزء الأول من الفيلم .



يبدأ الجزء الثانى من الفيلم بخروج مارسيللو من حبسه الذى فرقه عن ابنته التى تعيش مع والدتها مطلقته ويطلب من سيميونى ان يعوضه عن فترة حبسه بنصيبه من السرقه ليعوض ابنته عن غيابه عنها وقطعا يرفض سميونى ويعتدى على مارسيللو بالضرب والاهانه لتكون بذلك بداية التغير فى علاقتهما وبمثابة الانفجار الذى يحدث فى شخصية مارسيللو ليتحول من شخص وديع مسالم منقاد من شخص سيميونى الى شخص انتقامى يحاول ان ينتصر على قهره وضعفه مستخدما الحيله والذكاء لنستعيد بذلك المشهد الذى قام فيه بالسيطره على الكلب الشرس والمشهد الذى قامت ابنته الطفلة رقيقة الملامح بمساعدته فى تمشيط الكلب الضخم القوى وقد تحول امامهما الى كلب صغير وديع



يقوم مارسيللو بقتل سيميونى بعد أن قام باستدراجه بالحيله وفى مشهد يقوم بحمل جثته متوهما انه يأخذها لاصدقاءه وجيرانه الذى يتوهم بوجودهم وهم غير موجودين ليفخر بأنه قد نجح فى التعبير عن قوته واظهار قدرته فى القضاء على شر سيميونى ليدل على حالته النفسيه والقهر الذى يعيشه ويريد ان يثبت أنه تخلص منه



نجح الممثل Marcello Fonte  فى أداء شخصية  مارسيللو وقد استغل جميع أدواته .. نظرات العين نبرات الصوت ولغة الجسد فى اظهار التحول من القهر والبؤس والانكسار الى الانتقام والجبروت والعنف فى النصف الثانى من الفيلم وكأنه تحول الى شخص اخر تماما غير الذى بدأ به الفيلم واستحق تماما الحصول على جائزة أفضل ممثل من مهرجان كان عن هذا الدور الصعب والرائع .



كما نجح المخرج Matteo Garrone فى تأكيد فكرة الفيلم من خلال التشابه بين شخصيات الفيلم والكلاب ومن خلال المشاهد السابق ذكرها التى اختصرت فكرته والتحول الذى حدث فى الفيلم بنصفيه الأول والثانى على النحو السابق ذكره .. كما استخدم التصوير والاضاءه بشكل رائع لتأكيد هذا التحول حتى المشاهد والأجواء المناخيه وتحولها من الصفاء والاشراق الى الغيوم والظلال عكست هذا التحول والتغير فى أحداث الفيلم وشخصية بطله لتصل بنا فى النهايه الى عمل فنى قيم وغنى بالابداع وبشكل بسيط وسلس بلا محاوله لخلق حاله من الافراط فى العمق او الفذلكه بالتعبير الدارج لنحصل على فيلم جميل ومسلى وفى نفس الوقت ذا قيمه فنيه وفكريه عاليه ومتميزة .  

الخميس، 24 أكتوبر 2013

نهر الحب ١٩٦٠




القدر اكبر منى ومنك هو اللى خلانى القاكى ، والقاكى فى الكبينه اللى جنب منى كأننا على ميعاد .. متحاوليش تهربى منى بعد كده لانى هلقاكى ، هلقاكى دايماً ..
 


أرجوك تسيبنى فى حالى وتبعد عنى .. أنا متجوزه وليا أبن هو كل حياتى
 


انتى ليكى ابن هو كل حياتك ، وانا ليا قلب انتى كل حياته


                                                                                                                       

باب الحديد ١٩٥٨



قناوى يا بنى رد علىّ أنا عمك مدبولى إنت زعلان ليه؟ ده أنا هاجوزك هنومة والمهر معايا وفى جيبى أهو هاعملك فرح كبير قوى 
فرحك يا قناوى الليلة دخلتك على هنومة ماانتاش مصدق؟  قوم قوم البس جلابية الفرح


     

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

انا وعمتى وسرقات صيفية .. بحر ومايوهات وكدة



كانت عمتى اللة يرحمها من عشاق السينما زى حالاتنا وكانت دايما تقول الواد عمرو دة طالعلى فى موضوع حب السينما وياما قعدت معاها تحكيلى عن العلق اللى خدتها من جدى اللة يرحمة بسبب السيما واصرارها على الوقوف على باب السيما بعد افتتاح اى فيلم جديد عشان تاخد صور الممثلين الممضية منهم وكانت تقعد تفرجنى عليهم وهى فخورة وياما كانت تقعد تتناقش معايا فى افلام زمان باب الحديد وغزل البنات والعزيمة لحد ما جة اليوم الموعود اللى اتصدمنا فى بعض فية !!!!!!




كان عيد ميلادى ال19 وكان موافق نزول اول افلام يسرى نصراللة سرقات صيفية للسينما وحبت عمتى تحتفل بعيد ميلادى وتعزمنى للسينما وسابتلى اختيار الفيلم المهم انا قولت اهى جاتلى من عند ربنا بس المشكلة ان انا عارف ان نوعية الافلام دى مش بتحبها عمتى يعنى بتحب الافلام الرومانسية الاجتماعية الاكشن انما السيرة الذاتية والكلكعة بتاعت يوسف شاهين ويسرى نصر اللة صعب تقبلها
المهم قولت اعمل محاولة وقلتلها نروح سرقات صيفية ..قالتلى سرقات اية ؟! قلتلها صيفية يا عمتو ..قالتلى بطولة مين دة ؟! قولت اية السؤال الصعب دة الفيلم مافيهوش ابطال اقولها منحة البطراوى حتقوللى ابوك لابو السينما .. المهم لقيت نفسى باقول عبلة كامل وشوقى شامخ (ملحوظة ان عبلة كامل وشوقى شامخ فى الوقت دة كانو شبة معروفين يعنى طشاش كدة مش زى دلوقتى)
ردت قالتلى يابنى انا عايزة اعرف الابطال مش الكومبارس
ارتبكت وقولتلها يا عمتو مش عايز احرقلك الفيلم اهووو سرقات صيفية بحر ومايوهات وكدة فيلم روش يعنى (سورى يا جماعة انا ماقولتش روش ماكانتش الكلمة دى اتولدت اياميها انما قولت حاجة بنفس المعنى )




المهم اقنعت عمتى وخدتنى بعربيتها وقالتلى حنروح سينما اية .. قولتلها كريم 2 فى شارع عماد الدين وروحنا السينما ووقفت عمتى عايزة تشترى فشار .. فشار دة مش حيركب مع الفيلم خالص قولتله لا يا عمتو فشار اية مش ناقصة وجع بطن ..المهم ادتنى الفلوس عشان اقطع التذاكر وراحت اشترت شيكولاتة اهى ارحم من الفشار شوية واخيرا دخلنا السينما وعلى فكرة القاعة بتاعت كريم 2 دى كانت صغيرة بالنسبة للسينمات فى التمانينات قبل المولات وكدة
المهم قعدنا فى اخر صف على الشمال ودة دايما مكانى المفضل فى اى سينما وبعدين الدنيا ضلمت وبدأ العرض ومع التتر وبداية الفيلم حسيت بصدمة عمتى فتحت الشيكولاتة وقعدت تاكل فيها وهى مصدومة ولما جت اللقطة بتاعت ياسر وهو بيستحمى فى الترعة بصتلى وقلتلى بحر ومايوهات وكدة ؟؟؟!!! المهم الست كلت الشيكولاتة وبعدين راحت عليها نومة وكل شوية تقلق وتقوللى اللة يسامحك يا عمرو وبعدين تنام تانى وكل ما صوت الشخير يبدأ يعلى اديها كتف قانونى عشان الصوت.




المهم انا ماعرفتش اتفرج ع الفيلم وهى ماعرفتش تنام والفيلم خلص وطلعنا وقالتلى يعنى احنا لازم نتعلم عشان قبل مانخش السيما نبقى عارفين الفيلم اللى حندخلة وعدينا من قدام سينما ديانا وكان عليها امم خارجين من فيلم نادية الجندى .. بصتلى وقلتلى شايف الناس خارجة مبسوطة ازاى .. رديت قولتلها معلش ادينا بنتعلم وانا جوايا زعلان عشان ماعرفتش اتفرج ع الفيلم
المهم تانى يوم على طول نزلت الصبح حفلة الساعة 10 الصبح ودة برضة معادى المفضل للاستمتاع بالافلام ودفعت ال5 جنية (اة واللة 5 جنية عشان كريم كانت سينما سوبر وقتها) وقعدت فى نفس مكانى المفضل والسينما كانت رايقة واتفرجت ع الفيلم وانبهرت بيسرى نصراللة فى اول افلامة وبعد يومين دخلت الفيلم تانى وكان نفسى ادخل مرة كمان بس مالقتيش لان الفيلم اتشال بعد اسبوعين من عرضة
وبعد كدة لحد يومنا دة وانا من اكبر محبى سينما يسرى نصر اللة وحاولت مع عمتى انها تدخل معايا مرسيدس وحاولت اغريها بيسرا عشان كانت بتحبها انما مفيش فايدة.




بعد سنين لما جة لعمتى المرض البطال واخر مرة شوفتها فيها وهى داخلة العملية اللى ما خرجتش منها قولتلها يالة ياعمتو بقى قومى بالسلامة عشان عايزين ندخل السيما مع بعض ..ابتسمت بالعافية وقالتلى بحر ومايوهات وكدة برضة ودخلت العملية وما خرجتش وسابتلى كل مجلاتها وصورها الممضية من النجوم سعاد حسنى ونادية لطفى وعبد الحليم وماجدة لان ما كانش عندها ولاد غيرى كانت بتعتبرنى ابنها




اللة يرحمك يا عمتو كان نفسى تكونى معايا وانا باتفرج على جنينة الاسماك واللة العظيم كان حايعجبك المرة دى

جنينة الاسماك .. شكرا يسرى نصراللة



انها لوحة فنية جميلة .. مرسومة بريشة فنان مبدع وحساس ..تعجبك وتبهرك عندما تراها ..قد لا تفهم معناها ولكن فى النهاية تقف تقديرا واحتراما للفنان الذى صنعها بريشتة الحساسة




هذة اللوحة الجميلة هى فيلم جنينة الاسماك ..وهذا الفنان الحساس هو الفنان المبدع يسرى نصراللة




جنينة الاسماك هو خير معبر عن سينما يسرى نصراللة التى لا تجد لها مكانا بين سينما كوميدية حصرت نفسها فى مفهوم لا معنى لة يدعى السينما النظيفة ..وسينما اخرى هابطة لا اعرف مسماها سينما اركب الحنطور واتحنطر ..بين هذة وتلك تبقى سينما الامل التى نراها على فترات متباعدة .. سينما مختلفة مستقلة تبحث وتنقب .. تتعمق فى النفس البشرية .




جنينة الاسماك اراد بة يسرى نصراللة ان يقتل الخوف الذى ينمو داخلنا .. ان يحطم الاحواض الزجاجية التى نعيش داخلها ..ان يحيى ذاكرتنا التى اصبحت معدومة كذاكرة الاسماك.




يصور لنا الفيلم قصة ليلى (هند صبرى) المذيعة التى تقدم البرنامج الليلى اسرار الليل تستمع الى اسرار المستمعين ..تخفى وجهها تحت هالة من المكياج الصارخ الذى يخفى معالم وجهها تعيش حياتها الليلية بلا قيود ..ويوسف(عمرو واكد) طبيب التخدير الذى لا يختلف كثيرا عن ليلى حيث يجد غايتة فى الاستماع الى اسرار المرضى وهم تحت تأثير البنج يعتنى بوالدة المصاب بالسرطان ويتحمل معاملتة السيئة .. وفى نهاية يومة يفقد القدرة على النوم فى منزلة فينام خلف زجاج سيارتة ..يلتقى الاثنان ليحطم كلا منهم الخوف الذى داخل الاخر ..تمسح ليلى المكياج الصارخ الذى يخفى وجهها وتتخلص من مروض الاسود الذى يحيا داخلها ..ويحطم يوسف الاحواض الزجاجية التى ارتضى ان 
يعيش داخلها




فيلم رائع يدعو للتأمل والتفكير ..يبهرك من جميع النواحى بداية من الاداء الرائع للمثلين 
وخاصة هند صبرى التى تثبت دائما انها ممثلة كاملة تتربع على القمة ..مرورا بكاميرا سمير بهزان التى تشعرك فى بعض الاحيان انها ترتعش كرعشة الاسماك فى احواضها الزجاجية ..نهاية بالرؤية الرائعة والبديعة ليسرى نصراللة ومعة الكاتب ناصر عبد الرحمن
الفيلم لاتكفى مرة واحد لمشاهدتة حتى نستطيع الغوص فى كل اعماقة





شكرا يسرى نصر اللة